الجامعة وتحديد الاتجاه:
لقد كانت الفترة ما بين 1960 إلى عام 1980 ميلادية تقريبا، هي فترة البناء والنضج على جميع الأصعدة، ففيها أتمَّ دراسته الجامعية، وفيها ترسخت مكانته كمدرس للغة العربية يشار له بالبنان، وفيها كذلك وضح حجمه الاجتماعي وتأثيره فيمن حوله، ولا يمكننا الفصل بين المرحلتين لأنهما متداخلتان ،فللتدريس أثره، وللجامعة أثرها فمضى في الجامعة حاملا رصيد تفرده في بيئة قلَّ فيها المتعلمون متجاوزا الكثير من الصعاب التي يعاني منها كل داخل إلى واقع جديد ومن بيئة إلى بيئة مغايرة ،إضافة إلى الخوف من الجامعة التي كانت رمزا كبيرا أمام كل المتعلمين .
دخل الجامعة، وأثبت فيها قدراته، وقضى سنواتها دون أي رسوب، وزاده هذا الأمر ثقة على ثقة وثباتا على ثبات، تعرف فيها على الكثيرين سواء في كليته أو غيرها من الكليات وتعامل مع أساتذة أجلاء كان يذكرهم أمامنا على الدوام، فتأثر بهم ونهل من علومهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم نحو كثير من المصادر التي كان يقتنيها شيئا فشيئا وهذا ملكه ثروة وإمكانية للمحاججة ومبادلة الرأي بالرأي وتوسيع المدارك وزيادة الطاقات.
إن بنيانه السابق وبداياته عند مشايخ الكتاتيب كونت لديه نواة لتوجهه المستقبلي ، نماها اختصاصه في اللغة العربية التي لا يمكن للجاد بدراستها أن يتم ذلك إلا بالتعامل مع القرآن والسنة وما تفرع عنهما من علوم، سواء كانت علوم الدين بالذات أم علوم الأدب واللغة والبلاغة والبيان، ولم يكتف الوالد بهذا بل تجاوزها -والفترة فترة انتشار الفكر الدخيل والإلحاد بين الشباب- ليدرس الأفكار الدخيلة ويدخل في معترك المقارنة والتدافع الفكري، مما جعل لذلك أثرا في بنيانه العقيدي والثقافي الإسلامي الذي وضح في كل مجالات حياته فيما بعد.
ولعلَّني أستطيع القول وأنا أول أولاده -ولدت عام 1957 ميلادي أنني بت من بداية هذه الفترة شاهدًا ومعايشًا لهذه الأحداث التي كانت تتنامى وتتَّضح كلما تتالت الأيام.
في الجامعة وكما ذكرت سابقا: تأثر بالكثيرين من أساتذته أمثال الدكتور صبحي الصالح، وعمر فروخ، وسعيد الأفغاني، وراتب النفاخ كما كان يذكر غيرهم في فروع أخرى كالشريعة مثل الدكتور مصطفى السباعي، والدكتور أمين المصري، والشيخ ناصر الدين الألباني وغيرهم كثير، كما كان يذكر الكثيرين من مخالفيه ممن لمع نجمهم في تلك الفترة.
كان من الذين تعرف عليهم في الجامعة ولازمهم فترة طويلة فيما بعد الأستاذ محمد حسن شراب الموسوعي الفلسطيني الذي كان يرى في الوالد صاحبا ورفيقا وشقيقا مثل كثير من المثقفين من أبناء داريا ومن دمشق وغيرها توزعوا في شتى الأماكن والمراكز والبلدان.
التدريس:
كان التعليم بالنسبة للوالد رسالة، والمدرسة مكان تربية وإعداد للجيل، ولهذا كان الطلاب بالنسبة إليه أمانة ورعايتهم مسؤولية، فحمل ذلك على عاتقه بإخلاص وجد وأثناء تأديته لهذا الواجب احتكَّ بالكثير من أجلاء الأساتذة وصاحبَ كبار المدرسين في دمشق ولمع نجمه هو في مجاله مدرسا مؤثراً محبوباً رغم قسوته في بعض الأحيان.
أحبَّه طلابه وتأثروا به حيث كان لهم المدرس والأب الرفيق، ولا زلت أذكر كيف كان يعد لكل طالب دفترا خاصًّا به يصدره بصورة له، ويطلب منه أن يكتب رأيه في أبيه وأسرته وإخوته ومدرسته ومعلميه وما يحبه وما يكرهه، ويطلب منه أن يجعل هذا الدفتر سجلا يلخص به كتبا وقصصا تزيد ثقافته وتهذب تربيته وترقي فعاليته في بلده ووطنه.
ولقد اتضح تأثيره هذا فيما بعد حينما كبرت وإخوتي فما نزلنا منزلا إلا وكان لنا فيه معين ودليل يذكر والدنا بخير، وكم من المرات التي كنت فيها معه فيبادرنا أناس لا يعرفهم ولا أعرفهم، يقبلون يده ويذكرونه بأنهم كانوا طلبة عنده، وأن نصائحه لهم وأحيانا عقوبته لهم جعلتهم ناجحين في ما كانوا يذكرون له من مجالات.
كان مؤثرا في الطلبة وفي الأساتذة والمديرين، وكان المديرون والموجهون يهتدون برأيه في حل بعض العقد والمشاكل، وكذلك الأساتذة الذين يكنون له احتراما مجبولا بالحب أو مجبولا بالخوف لسلاطة لسانه ونقده اللاذع، وهنا تعرف على كثير من الأساتذة الذين استمرت علاقته بهم كالأستاذ محمد خير أبو حرب صاحب المعجم المدرسي، والأستاذ عبد العزيز رباح رحمهما الله، وكثير من مشايخ دمشق الذين صار لهم شأن فيما بعد.
لم يكن عمل الوالد في دمشق يثنيه عن خدمة أهل بلده وطلابها بعد أن عرفوا بلاءه في التدريس وخاصة أيام الامتحانات والشهادات فقد كان يفتح باب بيته أيام الامتحان طيلة الوقت يجيبهم عن أسئلتهم ويشرح لهم بعض موادهم ويتوقع لهم أسئلة الامتحان، وهنا كان لا يرد أحدا ولا يأخذ مقابلا وما من طالب في داريا آنذاك إلا ويعرف له هذه الخلة وهذا العطاء.
إن كل هذا النشاط في الجامعة والمدرسة والبلد وكثرة حواراته وردوده على من يحمل آراء مغايرة في شتى الاتجاهات جعله هدفا لكراهية بعضهم مما عرضه لوشاية أو دس أو عداوة، ولهذا تعرض للاعتقال عدة مرات كانت لا تطول حينما كان يتبين أن وراء الوشاية حاسد أو مبغض أو عاجز عن مجاراته فأراد بها النيل منه والتشفِّي والانتق.
المكتبة:
كنت أكبر في هذه الفترة ويكبر معنا في البيت كائن لم أر مثله الا عند القليل من الناس، وتكبر معه علاقة مع والدي لم أرها بمثل هذه القوة إلا عند القليل، كان الوالد لا يعود الا متأبطا لكتاب أو أكثر يقلبه وهو في الحافلة حين عودته إلى البيت وما عرفناه يركن إلا وبيده كتاب أو مجلة، وبهذا صارت المكتبة جزءا من البيت، وهي عند الوالد وعندنا فيما بعد أهم ما فيه، وكبرت المكتبة حتى صارت من أكبر وأنفس المكتبات التي رأيت وهذا كرَّس فينا وفي أولادنا من حيث لا نشعر حب المطالعة وألفة الكتاب.
حوت المكتبة كل أنواع الكتب من الدوريات والمجلات الشهرية والفصلية وخاصة الأدبية والاسلامية منها وبعضها من عدده الأول ، ومن هذه الدوريات : المعرفة السورية، ومنبر الإسلام المصرية، والأزهر، والهلال، والمسلمون، ثم حضارة الإسلام، والشهاب، والعربي وعالم الفكر والأمة، والوعي الإسلامي، والرسالة، والفيصل، والمجلة العربية، وعالم المعرفة وكثير من المجلات الملتزمة والبعيدة عن التبذل والرخص والانحلال ، كما كانت تحوي كثيرا من الجرائد والصحف الرصينة يتابع منها آراء بعض الكتاب ومنها أخبار اليوم والأهرام المصريتان ، أما الكتب فتنوعت كثيرا ففيها من الكتب الأمهات إلى الكتيبات والرسائل الصغيرة مرورا بالشعر والقصة والمسرحية وعالم النقد والدراسات الأدبية والتاريخية القديمة والمعاصرة وحتى الكتب العلمية المتخصصة والمعاجم والدواوين الشعرية وسلاسل التراجم والأعلام، لكن هذا التنوع والثراء ضمر فيما بعد على حساب التخصص الإسلامي الذي صار واضحا بعد 1970 ميلادي ، حيث صرت أراه وهو يحمل المجلدات الكبيرة حجما وعددا، وأخذت هذه المجلدات تحتل أماكن الكتب القديمة في المكتبة لترتص فوق بعضها في عدة غرف من البيت ولنرى كتب الفقه والتفسير والاعجاز والمعاجم والحديث والمخطوطات، وكتب لجرح والتعديل ظاهرة للعيان، وكذلك كنا نرى أغلب المصنفات في كل أنواع العلوم الشرعية وتاريخ الاسلام واللغة والسيرة .
كان تطلع الوالد لإثراء المكتبة لا يجارى حتى شجعنا على أن نكون مكتبات تخلفها في بيوتنا، ولم يترك المكتبة بلا تطوير بل أدخل فيها الحاسوب لتزداد تنوعا وثراء، لكن الجديد بعد عام 1980 هو أننا صرنا نرى الرفوف تمتلئ بكتب الوالد وكتب أقرانه وأصدقائه في كل مجال.
لم تكن الكتب العربية وحدها في المكتبة، بل كانت الأجنبية المترجمة تحتل جانبا جيدا منها خاصة تلك الكتب الفكرية والعقدية وكتب القصة والمسرحية والتراجم والأعلام الأجانب مما جعل أسماء هؤلاء وأفكارهم مألوفة عندنا مثل غيرها من الأعلام المسلمين، فكنت ترى لماركس وإنجلز ودركايم وجان بول سارتر وشكسبير وسيمون دي بوفوار والبرتو مورافيا وتولستوي ومكسيم غوركي وكثير غيرهم من رواد الأدب الغربي والنظريات المستحدثة والفكر الدخيل.
التخصُّص:
بعد عام 1970 وبعد مرحلة الدراسة الشاملة والاطلاع المتنوع والثراء الواسع والتماس الكبير مع الكثير من العلماء والمدرسين والأقران أثناء تدريسه، بدأت اهتمامات الوالد تتوجه وتتحدد في الإطار الإسلامي حيث أكب ولفترة طويلة على كتب التفسير مع عدم انقطاعه عن غيرها من الكتب القديمة والمعاصرة التي كان من خلالها يتعايش مع واقع المسلمين في العالم والأحداث التي تلم بهم.
أكبَّ على كتب التفسير واحدا تلو الأخر أو يتابع موضوعا فيها جميعا فكنت أراه يكب على تفسير القرطبي والطبري والبيضاوي والزمخشري والرازي والظلال وتفسير القران بالقران للشنقيطي والواضح والمنار وغيرها، ثم يعود إلى كتب علوم القران والإعجاز والناسخ والمنسوخ وكتب المحكم والمتشابه وأسباب النزول وامتد هذا لسنوات رأيته بعدها يبتدأ بتفسير مختصر للقران يتداوله الجميع وبدأ بالفاتحة ثم البقرة، ولكنه توقف لتحوله إلى مواضيع أخرى مؤجلا ذلك إلى حين.
أثناء ذلك كنت أراه يقرأ كتب الشيخ محمد أبو زهرة ويطيل البحث فيها وكتب الشيخ عبد الكريم الخطيب وكتب الأخوين سيد ومحمد قطب وكتب الدكتور يوسف القرضاوي، لم يكن يوفر كتابا يقع بين يديه إلا يلتهمه التهاما.
في هذه الفترة ومع اتساع علومه وثروته الثقافية واحتكاكه وتأثيره الاجتماعي وعلاقاته بأهل العلم والشباب توج ذلك ببدء إعطائه بعض الدروس في مسجد أنس بن مالك قرب بيته، وكم كان النجاح والتأثير واضحا عند الشباب حيث اختار مواضيع تهم قضاياهم ومعاناتهم وبنيانهم النفسي والأخلاقي الاجتماعي على خلاف المطروح والطرائق الروتينية والتقليدية الشائعة آنذاك.
وازداد الحضور والاهتمام بشكل يلفت الانتباه. لم يكن إعطاؤه للدروس في المسجد ارتجاليا عشوائيا ، بل كان يكب من الأسبوع إلى الأسبوع وهو يحضر ويعد ويقارن يجمع المراجع القديم والحديث، ويخاطب العقل والنفس، ويكشف أسباب المعاناة، ويجيب على التساؤلات المقلقة عند الشباب، ويربطهم بأسباب نضجهم وبنيانهم ،لم يكن يربطهم بذاته ولا يهمه هالة تلتف حوله ولا أتباع له يخضعون ويتبعون ،بل كان يدفعهم دفعا إلى الاطلاع والمقارنة والاحتكاك والمناقشة والتجرد في الأخذ والعطاء وطلب الحكمة بلا تعصب و لا سطحية ولا تقليد أعمى دونما ربط بالقرآن والسنة والأئمة الصادقين العاملين .
لم يشأ الله لهذه المرحلة أن تطول كثيرًا، مع بدء احتكاكه وصحبته للأستاذين عبد العزيز رباح وأحمد الدقاق، مع الشيخ شعيب الأرناؤوط، والأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فعرفهما وعرفاه، بعد ما كان في هذه الفترة يصول ويجول في كتب الحديث ليشارك الشيخ شعيب وعدة أساتذة آخرين في تحقيق سير أعلام النبلاء فحقق منهما جزأين نالا الإعجاب والثقة عند من رآهما، وبعدها طلبت منه دار الرسالة تحقيق صحيح ابن حبان.
تزامن عمل الوالد في ابن حبان مع تقاعده من التدريس ، وأضحى وقته كاملا مسخَّرا لهذا العمل الشريف فانطلق مثابرا في التعامل مع النسخ المخطوطة ليقابلها ويدققها ويختار الأجود منها أساسا للعمل ، وكنت وإخوتي نعاونه في هذا الإعداد وهذه المطابقة فيمسك كل منا مخطوطة وهو يمسك النسخة الأساس، ويقرأ علينا لنخبره بنقاط الاختلاف والنقص والاتفاق وليسجل هو عنده كل ذلك ، وهنا أراد الله أن أغيب عنه عشرا من السنين ونيفا بعدما تخرجت من كلية الطب فكان عمله في ابن حبان شاغلا ومعزيا واستمر في عمله لتبدأ طباعته في دار الرسالة فخرج منه مجلدان جعلاه يحث الخطا لينهيه في فترة قصيرة كان يواصل فيها الليل بالنهار . بعد أن أنهى معظم عمله في الصحيح أرادت دار النشر كعادة دور النشر أن تشرك معه في العمل غيره وهو الذي قام بالعمل كله، فأبى ذلك ورفضه رفضا كاملا مما أدى إلى توقف طباعة الكتاب باسمه بعدما سلمهم مسودات التحقيق كاملة رغم اتفاقهم معه على نسبة عمله له لا لغيره إن استخدموها، لكن الطباعة كانت لتحقيقه باسم غيره، وهذا ما أدى إلى الفراق والبعاد.
بعد ذلك انطلق إلى مسند أبي يعلى وهو العمل الذي وضحت فيه معالم إتقانه وإجادته لهذا العلم ولتصدره دار المأمون للتراث وليظهر الوالد بعد ذلك علما من أعلام علم الحديث وأصوله وليعطيه دفعا جديدا في تخصصه بخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد كان ترحيب أهل العلم وطلابه مشجعًا للوالد في السير في هذا العمل، وكانت الرسائل التي تصله أحيانا من أهل العلم تستوضح عن مراحل عمله حافزا كبيرا له وصار بيتنا مفتوحا لطلاب العلم والمهتمين به، وكان الوالد يرحب بالجميع متهلل الوجه مسرورا ولا يبخل على أحد بعلم ولا معرفة.
ولم يمنع عمل الوالد العلمي احتكاكه بالناس ومشاركتهم مناسباتهم، بل جعل من حضوره معهم فرصة لطرح فكرة أو تبليغهم اية أو حديثا أو نصيحة يوجهها لهم، وهذا دفعه أيضا إلى توسيع بحثه والتعمق فيه حتى يبلغ الناس ما يعلم ويوصل الأمانة التي حملها دواء شافيا لكل من يراه وكم كانت سعادة الوالد كبيرة في الأعياد والمناسبات حينما كان يتقاطر إلى البيت معظم الخطباء والمثقفين وأولو المراكز والوجهاء وطلبة العلم ويجلس يستقبلهم طيلة اليوم ناصحا وسامعا لأسئلتهم وأحاديثهم ويهتم خاصة بفئة الشباب التي كان يكنُّ لها كل احترام واهتمام .
واستمرت الأمور على هذه الحال لينجز أعماله واحدا تلو الآخر وكأنه مولود جديد يضمه إلى العائلة فردا عزيزا إلى أفرادها وجاء موارد الظمآن حيث عاونه في جمع مادته صهري الأستاذ عبده كوشك رحمه الله، وكان لازمه عدة سنوات متتالية ليشق دربه فيما بعد واحدا من أهل هذا العلم الشريف.
وهكذا تمر السنون وتكثر المؤلفات، ومن فضل الله علي وعلى اخوتي أن كنا وكلما سمح لنا الوقت نلازمه ونعد له ما يحتاج من تخريجات فأتقنا هذا الأمر معه وعاوناه في مسند الحميدي والدارمي ومجمع الزوائد ولم تكن اختصاصاتنا الطبية تسمح لنا بالكثير من الوقت، وهذا ما جعل الوالد يشرك معه أخواتي وزوجاتنا وأولادنا في قراءة المخطوطات ومقابلة النسخ ومراجعة المطبوعات، وكان خلال ذلك لا يبخل عليهم بالنصح والإرشاد وحين يملون كان يداعبهم ،ويرتب لهم أدوارا لمشاركته في عمله ويسليهم وينسيهم التعب والملل ، ولم ندرك عظم هذا الأمر إلا بعد فترة حيث ارتبط الجميع مع الكتاب ومع المخطوطات، وألف الجميع التعامل مع كتب الحديث ومصادره، وصارت أسماء الأعلام من الصحابة والتابعين ورجال الإسناد مألوفة لدينا ولديهم ، كما أضحت الأحاديث والآيات مطروقة على الأسماع ، وهذا ما أورثنا وأهلنا -ذخيرة نحمد الله عزوجل عليها – كرست في الجميع حبَّ السنة والتعامل المباشر مع الأحاديث والأدلة دون خوف ولا وجل .
في الفترة الأخيرة، لازم والدي أخي محمد مرهف وهو أصغرنا، وصار يعاونه في بعض أموره مع إعداده لبعض الدراسات الإسلامية التي نشرت باسمه في الأسواق، وغدت الملازمة لصيقة في كتبه الأخيرة، وخاصة مجمع الزوائد والمصنفات الأخيرة التي أنجزت في مصر.
يتبع انتقل للصفحة التالية…