تمتاز أراضي داريا بأنها سهلية تنعدم فيها التلال أو المرتفعات فأرضها صالحة للزراعة منذ القديم وبتوفر المياه كانت نهرية من نهري بردى والأعوج أو جوفية فهي في وفرة مما ساعد على انتشار الزراعة علماً بأنها تصنف من غوطة دمشق ويطلق عليها الغوطة الغربية والغوطة كما نعلم ذكرت بأنها من عجائب الدنيا وتعني المكان المنخفض .

عنب بلدي

عنب بلدي

وتطورت الزراعة مع الزمن لتلبي حاجة الإنسان في الحياة فإذا ما تجول المرء بأراضي داريا وبساتينها يرى الأقنية الرومانية والأنهر المخصصة للري ويعود قدم الزراعة بداريا لقدم مدينة دمشق التي هي أقدم عاصمة في العالم والتي يعود بناؤها لعهد أولاد سيدنا ابراهيم الخليل ويمكن تقسيم الجانب الزراعي بداريا إلى قسمين وهما :

1ً- الزراعات الموسمية : وهي الضئيلة ومنها زراعة الحبوب – قمح – شعير – وصيفية خضراوات .

2ً- الأشجار المثمرة : وهو الطابع الغالب .

تشير المصادر التاريخية بأن الإنسان عرف زراعة الأشجار منذ أكثر من 2000-5000 سنة في سوريا ومصر كالآشوريين والفراعنة والبابليين وتحديداً زراعة الكرمة في سوريا كانت منذ 500-7000سنة ويلحظ هذا من خلال المستحاثات والأقنية التي كانت مخصصة لذلك وأراضي داريا غنية بها فلا تزال زراعة الكرمة لعلها الغالبة زراعة الأشجار المثمرة وتعتبر داريا الأولى بالقطر من حيث زراعة الكرمة كما هو مبين بالجدول .

وأهم أصناف العنب هي : بلدي – زيني – دربلي أبيض – أحمر دوماني – أحمر ديراني – حلواني – أسود ديراني – مريمي أسود – قاصوفي – بناتي أو سلطانينا – موسكات – الاسكندرية – الحجافي . وجميع هذه الأصناف تزرع بأراضي داريا ولهذه الأصناف ميزات وخصائص نبينها بالجدول التالي :

 

ويمكن تقسيم أشجار الفاكهة إلى :

1- اللوزيات : مشمش – كرز – دراق – خوخ – جانرك .

2- التفاحيات : تفاح – كمثري – سفرجل .

3- الكرمة : البلدي – زيني – حلواني – أحمر ..

4- الجوزيات  : جوز – فستق – لوز .

5- الأشجار شبه الاستوائية : زيتون – رمان – نخيل ((شجرة العرب)) – موز .

أ- المشمش : أصل هذه الشجرة من بلاد الصين الغربية انتقلت إلى سوريا وإلى شمال أفريقيا ومن ثم إلى أمريكا – تحتوي ثمرة المشمش على ألياف وسكريات وحموض – آزوت – معادن – وفيتامين  A و C وبذرتها تحتوي على ماء وبروتين ودهون ومواد معدنية . منها البري ومنها الكلابي والتدمري والحموي والعجمي وتستخدم ثماره للأكل الآني وللعصير والمربى والتجفيف الذي يعرف بالقمر الدين وقلما بيت في داريا ما يمون منه.

ب- الكرز :زراعة قليلة بداريا لأن تلك الشجرة تنمو بشكل جيد في المناطق الجبلية والباردة كالزبداني .

ج-الدراق : أصل الشجرة من الصين وتحديداً منطقة التبت تحتوي على سكريات وحموض وآزوت وفيتامين A – B- C . وتكثر زراعته بداريا فهو من الأشجار الغير معمرة وله   عدة أنواع منها الكزبري .

د- السفرجل : أصل الشجرة من مناطق بحر قزوين وجنوب القفقاز والأناضول وينمو بشكل طبيعي حوالي مدينة صفد في فلسطين وكذلك زراعته بداريا ليس بالكثير .

و-  الكرمة : شجر معمر تحدثنا عنه سابقاً .

ي- الجوز : من الأشجار المعمرة تعيش الواحدة من 300-400 سنة تثمر بعد 6-10 سنوات تنتج الشجرة الواحدة من 70-100كغ جوز تزرع بداريا بشكل كبير وخاصة حول البستان بحيث تشكل شبه سياج .

ت- الزيتون : يعتبر من الأشجار المقدسة ويقال عنها شجرة السلام والخلود ذكرت في القرآن الكريم ( والتين والزيتون وطور سينين ) وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (( كلوا الزيت وتدهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام ))  تغنى بها الشعراء وذكرها الأدباء . فهذا كتاب نـزهة الأيام في محاسن الشام لـ عبد الله بن محمد الحصري قال : ( كان يوجد في قرية كفرسوسة معصرة يعود عهدها إلى القرن الأول الميلادي ) . والمعصرة تدل على وجود الزيتون وأراضي داريا وكفرسوسة متلاصقة بدور السكن كذلك .

         تحتوي ثمرة الزيتون على : كبريت – فوسفور – كلور – صوديوم – منغنيزيوم – كاليسيوم – حديد – منغنيز – يود – فيتامين  A – دهون سكريات – مواد آزوتية – معادن – ماء .

أصنافها : خضري  – تمراني (( الدرملي )) – شوري – الصوراني – الحوراني – المعري – الحمصي – الخلخالي – قلب الطير – قرماني – شامي – القيسي – الدان – الجلط – المصعبي –  التفاحي .

يعود أثر زراعة الزيتون إلى 1582 عام قبل الميلاد يبلغ محيط جذعها عند السطح أي سطح  التربة ب /12/ م عرفت داريا زراعة تلك الشجرة ولا تزال .

ق- التين : ذكرت في القرآن الكريم ويعود وجودها إلى 2500سنة قبل الميلاد فهي من الأشجار المعمرة تعيش حوالي 100 عام لها عدة أنواع منها كابري – عادي – حلو – خضري – كف الغزال – السوداني – الأزمرلي – الشتوي – تمر قنديل .

         يستخدم في المربيات ويجفف ليؤكل في فصل الشتاء يزرع في داريا وخاصة على مقربة من آبار الماء وغرف السكن في البساتين وعلى محيط البستان والشيء الجميل والملفت للنظر أن فلاح داريا لا يعرف بيع التين وإنما كان حتى إلى عهد قريب جداً عبارة عن سبيل يوزع مجاناً .

ك- الرمان : يزرع بداريا على أطراف البساتين الذي يشكل سياج وله أنواع منها الأسود – الملاسي –  الياسمين – أبو حلقوم – الحامض – اللفان – الماوردي – الطرابلسي .

ظ- التوت : من الأشجار المعمرة وتزرع ببساتين داريا وكذلك كان مثلها شجرة التين يوزع ثمرها سبيل .

هذه أهم الأنواع الشجرية بأراضي داريا إلا أنه يوجد بعض الأشجار المزروعة بدور السكن مثل البرتقال والليمون وأشجار النخيل المثمر وتشتهر داريا بالمشاتل الزراعية التي تقوم على تربية

مشتل الفل والياسمين

مشتل الفل والياسمين

الأشجار المثمرة واستكثارها وثم بيعها من خلال مراكز بيع تعج بها مداخل داريا الرئيسية إن كان مدخل داريا من جهة كفرسوسة دمشق وهو الأهم أو مدخل داريا المعضمية أو مدخل دمشق داريا من جهة طريق الدحاديل أو غيره بحيث ينقل الغراس من مكان زراعته المسمى مشتل إلى مكان البيع والعرض والذي يسمى مركز بيع وتصدر داريا الأصناف المختلفة من تلك الأشجار إلى جميع محافظات القطر السوري وكذلك لدول الخليج من خلال إيجاد بعض المراكز بالسعودية وغيرها من دول الخليج, ومن أشهر المنتجين والمصدرين مشتل الفل والياسمين العائد لعائلة معضماني (أبو هيثم معضماني) .

وهناك ظاهرة لم تكن موجودة عند الكثيرين ممن يزاولون مهنة الزراعة ألا وهي :

أمام كل بستان كان هناك جرن حجر وأحياناً سل يعمد الفلاح أو صاحب البستان  والذي يسمى بداريا كرم بملئه بما ينتجه بستانه من فواكه وثمار تقدم لعابري السبيل إلا أن هذه العادة الحلوة والجميلة انقرضت في السبعينيات من القرن الماضي وشاهدت بتلك الفترة آثار وبقايا هذه الأجران وأماكن توضعها .

أسماء أراضي داريا الزراعية :

1- من جهة الغرب : أرض المراح – أرض الشويحة – أرض القبار – المقيصبة – أرض عوجان – أرض فشوخ – أرض الجسر – أرض العرض – أرض الطاقة – أرض الداشور – أرض شواقة – أرض رباع المرج – أرض عصرون – أرض الحقل الكبيرة .

2- من جهة الشمال : أرض الخليج – أرض حزايا الشرقية – أرض الصوالحة – أرض المهايني – أرض دكومة – أرض حزايا الغربية .

3- من جهة الشرق : أرض العروة وثالث- أرض باب البستان  – أرض جسر البلاط – أرض المرجات – أرض الشرقي – أرض المزاريب- أرض الزوايا – أرض السروة – أرض أبو داغر – أرض المعوية – حوش الشربجي – أرض الشابورية – أرض النباعات .

4- من جهة الجنوب : أرض حلاش – أرض الخرامة – أرض النجاصة – أرض الدور – أرض السويطي- – أرض وادي سليم – أرض بلاس – أرض القروملية – أرض السياج .

المياه والأنهار

تعتبر داريا من المناطق الداخلية وتصنف ضمن الخط المطري الثاني تتراوح كميات الأمطار الهاطلة شتاء بين 200-250مم فأينما وجدت المياه وجدت الحضارات . قال الله تعالى : ) وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون( [الأنبياء:30].
تروى أراضي داريا من مصدرين هامين الأول من نهر بردى والأعوج والثاني من خلال الأقنية القديمة والحديثة .
أولاً: الأقنية القديمة :
يوجد بأراضي داريا إحدى عشرة قناة منها روماني ومنها حديث الرومانية هي قناة الواز ومسعودة :
أ- قناة الواز : تنبع من قطنا تسير المياه فيها تحت سطح الأرض وتروي أراضي داريا الغربية الجنوبية والشرقية (( حوش بلاس )) وهو القسم الواقع ما بين أشرفية صحنايا والسبينة وتصبح مكشوفة بعد دخولها بأراضي داريا الغربية ولا تزال آثارها حتى الآن .
ب- قناة مسعودة : تنبع من أراضي داريا الغربية المعروفة أراضي الشويحة ولا تزال حتى الآن وتروي أراضي داريا القبلية وقسم من اراضي أشرفية صحنايا والسبينة وقلما نبعها ينضب ومصدرها بشكل دائري يبلغ قطره حوالي 30-40م وعمق المياه عند النبع يبلغ حوالي 3/5 أمتار تقريباً يشكل بحيرة صغيرة جميلة يؤمها الناس للراحة .
ثانياً: الأقنية الحديثة :
يعود حفرها إلى بضع مئات من السنين تم حفرها بالأدوات البدائية وهي عبارة عن آبار تم حفرها استجرارها بواسطة قنوات تحت الأرض مقسمة إلى أقسام فكل 25م من الاستجرار يتم فتح فوهة لسطح الأرض ويكون المجرى بشكل متدرج بالارتفاع نحو سطح الأرض يبدأ من النبع بعمق 25م القسم الأول والثاني 15م والثالث ب 10م والرابع 5م والخامس بأقل حتى يصل لسطح الأرض حسب ارتفاع وانخفاض سطح الأرض وعند فيضان النبع ينساب الماء بتلك الأقنية ليخرج إلى السطح ليستخدم بسقاية الأراضي والغاية من الفتحات من أجل تنظيف مجرى القناة مما يعلق فيه ومنذ 75-100 سنة مضت كانت تلك الينابيع والآبار يستمر جريانها حتى نهاية فصل الصيف لكن في الآونة الأخيرة أخذت تلك الينابيع تغور وجف معظمها إن لم يكن جميعها :
أ- قناة الوادي : تبعد عن دور السكن بحوالي 2كم إلى الجهة الغربية لداريا على الطريق الموصل ما بين داريا غربية وجديدة عرطوز المعروفة بأرض الوادي وتسقي أرض المراح إلى الشرق من الموقع المذكور والشويحة والوسطاني والمحاجير من الجهة الشمالية لداريا حدوداً لأراضيها مع أرض معضمية الشام .
ب- قناة الشقيف : تنبع من أراضي الشقيف الغربية من أراضي جديدة عرطوز الجهة الغربية لداريا وتروي أراضي النجاصة وأرض السيوطي وأرض حلاش .
ج- قناة حجازي : نسبة لحافر هذه القناة وهم آل حجازي (عائلة تقطن داريا). تنبع هذه القناة من أراضي وادي سليم بالجهة الغربية الجنوبية وتروي أراضي داريا القبلية وأرض السيوطي .
د- قناة العمياء : تسير محاذاة للمجرى السابق (( قناة حجازي )) وتروي كذلك الأراضي نفسها.
و- قناة حمدي : تنبع من أراضي حزايا الشرقية إلى الشرق من داريا وتروي أراضي عبيدة .
ك- قناة النباعات الصغيرة : تنبع من أراضي زوايتين الحمر وتروي أرض النباعات .
ل- قناة النباعات الكبيرة : تنبع من أراضي الزاويتين الحمر وتروي أرض المرجات .
ن-قناة الزوايا : تنبع من أراضي النباعات إلى الشرق من داريا ما بينهاوبين أرض القدم وتروي أراضي الزوايا جنوب شرق داريا .
ي- قناة الشربجي : تنبع من أراضي الخواجة إلى الشرق من داريا تروي أراضي النباعات وقسم من أراضي القدم .
والجدير بالذكر أن كل قناة يبلغ طولها من منبعها إلى نهاية تفرعها ما بين 3/4كم وبعرض مختلف جميع هذه الأقنية جفت وأصبحت أثراً بعد عين .) قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين ( الله رب العالمين [الملك:30].

مياه الأنهار :
نهر بردى : تروى أراضي داريا الشرقية من إحدى أفرع نهر بردى المسمى نهر الديراني وحصة داريا من مياه نهر بردى الكلية هي السبع 7/1.
يروي النهر الديراني المتفرع عن نهر بردى أراضي داريا الشرقية والشمالية الشرقية الجنوبية .
الشمالية : حزايا – مندو – الخليج – السبيعي – الجنانة .
الشرقية : نباعات – الزوايا – حوش بلاس – الحلاش – السيوطي – العبارة – الخرامة – طريق الحديد – الشابورية – القوس – معاوية – مروان – حقول البيت .
نهر الأعوج : يروي أراضي داريا الغربية ويبلغ نصيب داريا ثلثي مياهه الإجمالية ثلثيه ويروي الأراضي التالية : داشور شمالي – داشور قبلي – الطاقة – العرض – الشقيف – الدور – الأرمولية – شواقة – شويحة – السيوطي – النجاصة – قبور النصارى – الوادي – الوسطاني – فشوخ – حاصبايا – الفطم – المصطبة – القبار – بورة – حزقيل – عوجان – الفروة – عفيفة – المراح .
وينقسم كل رافد من النهرين المذكورين بردى والأعوج إلى ثمانية أو ستة عشر قسماً يسمى عدان والعدان هو 25مصراع والمصراع 12ساعة ليلاً ونهاراً وبشكل متناوب على مدار (24 ساعة) ولكل عدان اسم وهي : عدان الحارثة – العجمي – عيسى – شيخ القبيلة – شيخ الشمالة – الجفط – الهواش – مراد – الباشا – عطا – الكبير – الشركة الأولى – الشركة الثانية – العلامة – خلف – ياسين – شرف الدين – دار الديب – حرستاني – دار رمضان – يحيى – دار أسعد – الشمس – جديد – أبو حطب .
المياه الجوفية :
منها ما هو سطحي على أعماق لا تتجاوز 35-40م ومنها ما يقارب عمق 100م تحت سطح الأرض .
الآبار القديمة : والمياه الجوفية تتمثل بمياه الآبار القديمة التي كانت تحفر بالمعدات القديمة كالفأس وغيره من أدوات الحفر المتعارف عليها وتمتاز هذه الآبار بالفوهة الواسعة وقلة العمق وغالباً ما يبنى محيطها الداخلي بحجر أبيض منعاً من تهدم الجوانب نحو قعر البئر والذي يكون بشكل دائري ويتم استخراج المياه إما من خلال الحبل والدلو أو (الطرنبة) القديمة اليدوية أو من خلال (متور) الديزل في العهود القليلة الماضية .
الآبار الحديثة : أما الآبار الحديثة فقد تدخلت الآلة بتطور الصناعة فوجدت حفارات آلية لها مواصفات خاصة تقوم بحفر البئر بوقت أقصر وعمق أكبر وضيق بالفوهة للبئر بحيث لا يتجاوز قطره عن 50سم ويتم كما هو متعارف عليه وضع قميص حديدي للبئر على أعماق مختلفة ويتم رفع المياه بواسطة آلة إما كهربائية ((غطاس)) أو آلية ميكانيكية (متورات) نضح . وجميعها تكون للاستخدام الزراعي وسقاية المزروعات هذا ما يتعلق بالآبار الخاصة .
الآبار العامة : أمـا ما يتعلق بالآبار العامة العائد ملكيتها للبلدية فيوجد بداريـا /32/ بئراً تابعةً لوحدة مياه داريا وقد جف سبعة منها وتتراوح غزارة كل بئر ما بين 2م3 –12م3 في الساعة وتوزيع تلك المياه عبر أنابيب إلى المنازل من أجل الاستخدام المنـزلي عدا الشرب لأن مياه داريا غير صالحة للشرب نظراً لزيادة نسبة الكلس وبعض الشوائب الأخرى .
ومنذ عشر سنوات خلت وشح المياه يزداد قسوة فكثير من الآبار العامة والخاصة جفت وأصبحت أحياء كثيرة لا تصلها المياه من خلال شبكة المياه مما تقرر أخيراً استجرار ماء الشرب من منطقة قطنا لتغذية مدينة داريا بماء الشرب والمشروع بطور الإنجاز .
ومياه الشرب تنقل إلى داريا بواسطة صهاريج كبيرة وصغيرة يقوم بها بائعوا الماء الذين يتجولون بجمع شوارع المدينة منادين فيجة .. فيجة (( أي ماء نبع الفيجة )) إلا أنه اسم ليس إلا لأن البائع يجلب الماء إما من معضمية الشام أو كفرسوسة أو حتى من داريا نفسها خاصة من آبار الأراضي الزراعية البعيدة عن مدينة داريا . والسعر مقبول لحد ما فابن داريا يدفع ثمن المياه مرتين مرة لبائع مياه الشرب ومرة ثانية لوحدة المياه المسؤولة عن شبكة المياه الواصلة إلى كل منـزل ولا يعفى المواطن من دفع فاتورة الماء حتى ولو لم تصل إليه المياه بسبب الجفاف .
وعدم صلاحية مياه داريا للشرب يسبب العديد من أمراض الجهاز البولي لدى عدد من السكان وخاصة أمراض الكلية .
حسب التحاليل الكيميائية بأن نسبة الشوائب بماء الشرب بداريا هي 94% شوائب علماً بأن النسبة المسموح بها طبياً هي 6% ومن الملاحظ أن جميع الشوائب الموجودة بماء الشرب بداريا منها الكلور – حمض اليلميم – عاس – زئبق – رصاص – كلس وغيرها .

الرابطة الفلاحية بداريا
تأسست رابطة فلاحي داريا عام 1977م وهي تتبع لاتحاد فلاحي ريف دمشق ووتتخذ من المدرسة الابتدائية الكائنة جانب البلدية مقراً لها هي وشعبة الحزب يرتبط بالرابطة المذكورة إدارياً /32/ جمعية فلاحية منها جمعيات متخصصة وغالبيتها متعددة الأغراض وهي :
1-
جمعية فلاحي داريا متعددة الأغراض وأخرى متخصصة .
2-
جمعية فلاحي معضمية الشام متعددة الأغراض وأخرى متخصصة .
3-
جمعية فلاحي ببيلا . 4- جمعية فلاحي يلدا .
5-
جمعية فلاحي بيت سحم . 6- جمعية فلاحي عقربا .
7-
جمعية فلاحي البويضة . 8- جمعية فلاحي صهيا .
9-
جمعية فلاحي نجها . 10- جمعية فلاحي البحدلية .
11-
خربة الورد وأخرى متخصصة . 12- جمعية فلاحي خربة الورد
13-
جمعية فلاحي أشرفية الوادي . 14- جمعية فلاحي جديدة الوادي .
15-
جمعية فلاحي جمرايا . 16- جمعية فلاحي السبينة .
17-
جمعية فلاحي القدم متعددة الأغراض وأخرى متخصصة .
18-
جمعية فلاحي صحنايا . 19- جمعية فلاحي أشرفية صحنايا
20-
جمعية فلاحي بساتين الشاغور . 21- جمعية فلاحي كفرسوسة .
22-
جمعية فلاحي المزة . 23- جمعية فلاحي المعلقة .
24-
جمعية فلاحي الهامة . 25- جمعية فلاحي دمر .
26-
جمعية فلاحي قدسيا . 27- جمعية فلاحي بسيمة .
28-
جمعية فلاحي النحل بداريا .
وهذا يذكرنا بأن جميع هذه البلدات والمدن التي كانت عام 1970م تتبع داريا إدارياً ولا تزال هذه الجمعيات إضافة إلى التنظيمات الحزبية بتلك البلدات تتبع داريا حتى الآن .

الرجــــاد

هو عبارة عن نقل الغلال من قمح وشعير وبيقة وغيرها من الحقل إلى البيدر بواسطة الشباك الذي يحمل على الدواب .

الشباك :

هو عبارة  عن عامودين خشبيين متقابلين بطول متر ونصف مشبكين بحبال من  الكتان هذا القسم الأول والقسم الآخر بنفس الطول والحجم بحيث يتوضعان على جانبي الدابة أثناء التحميل . يوضع الشباك على الأرض بشكل أفقي ويتم وضع القش بشكل مجموعات والمجموعة تسمى جره وسميت بجرة لأن شكلها يشبه الجرة وتتوضع الأجرار بشكل مخالف لبعضها البعض على الشباك ويربط القش بواسطة حبال من الأعلى وفي الأسفل تكون الشبكة التي سمي الشباك باسمها يقوم الفلاح ومن حقله بتحميل كلا الشباك على ظهر الدابة وربطها مع بعضهما البعض بحيث يصبح كل شبك من جانب وتقاد الدابة من قبل شاب على الأغلب إلى البيدر .

البيادر :

          كان بداريا بيادر تعود ملكيتها لعموم البلدة أو ما كان يعرف بأرض الوقف وبيادر تعود ملكيتها لأفراد (( ملكية خاصة )) فبيادر الملكية الخاصة يتم استخدامها بموافقة أصحابها . ويختص بكلا النوعين كل فلاح بموقع معين على البيدر وهناك يكون الدور الرئيسي لناطور البيادر من حيث تحديد المكان المناسب والأفضل وإضافة إلى ذلك يقوم الناطور عند وصول حمل الرجاد بحل الحبال بالمكان المخصص لكل من يعمل لمصلحتهم والمحافظة على أكوام القش والشباك ، عند حل الحبال تضم إلى بعضها البعض وتوضع أمام الشخص أثناء ركوبه على الدابة بطريق العودة ثانية إلى الحقل لجلب حمل آخر .

الناطور :

يوجد عدة أصناف للنواطير فناطر البيدر يتم تعينه من خلال مبادرته هو إلى بعض الفلاحين للعمل بهذا المجال وغالباً ما يكون الناطور من الطبقة الفقيرة وهناك صنف آخر رديف للناطور هو السقا الذي يجلب ماء الشرب للفلاحين إلى البيدر وللدواب أثناء عملية الدرس .

         وحسب ما سمعت فإن البيادر كانت خارج البلدة وعلى أطرافها القريبة فمثلاً مكان المدرسة المحدثة وجزء من المقبرة التي بجوارها كانت بيادر وكذلك قرب جامع الخولاني من الجهة الشمالية كذلك وبعض الأماكن الأخرى . وجميع ما ذكر أصبح من الماضي البعيد وفي ذاكرة الطاعنين في السن الذين توفي أغلبهم أو نسي ما كان ) ومنكم من يرد إلى أرذل العمر كي لا يعلم من بعد علم شيء(  صدق الله العظيم ويا ليته نقل إلى ذاكرة التاريخ من خلال التوثيق لهذه المدينة العريقة .

 

الدرس أو الدراس :

        بعد نقل القمح والشعير وغيره من المحاصيل الزراعية إلى البيدر لدرسها وتذريتها تتم عملية الدرس بواسطة لوح خشبي .

آلة الدرس : هي عبارة عن لوح خشبي بطول 2م وعرض 1م محفور به حفر صغيرة من الأسفل تتوضع فيه أحجار صغيرة سوداء خشنة يربط بمقدمته حبل من كل طرف من خلال عامود عرضي متحرك وينتهي الحبلين من كل طرف   بالشعب الخشبي ليوضع الشعب المذكور على عنق الدابة بعد وضع خلفه الكدانه ليتم جر اللوح بواسطة الدابة وعادة ما يكون حصاناً ويسمى هذا اللوح بلوح الخياله نظراً لجره من قبل الخيل وعلى ظهر اللوح يتوضع كرسي خشبي بشكل مثلث متقاطع مع مثلث آخر    يجلس عليه الشخص الذي يقود اللوح (الحصان) وهذا قليل ليس على الغالب ويكون أحيانا بدونه أي القيادة تكون من خلال الوقوف على اللوح .

         وهناك لوح من نوع ثان يدعى بقاري يجر بواسطة ثورين أو ثور وبغل أو حمار إلا أنه أعرض وأكبر حجماً وبدل الحبلين هناك عامود خشبي مثبت بوسط اللوح من المقدمة ويتوضع هذا العمود على النير المستقر على رقبتي الدابتين.

ويتم الدرس بواسطة اللوح وبعد إنـزال قسم من البيدر أو ما يعرف بكومة  القش حتى يتم طحن القش بواسطة الحصى المثبتة بأسفل اللوح .

 

التذرية :

كانت تتم بواسطة آلة يدوية مصنوعة من الخشب تسمى الدراوة لفصل التبن عن الحب وبعد عملية استخلاص الحب يأتي تقسيم الغلال إلى  المستحقين وهي على الشكل التالي :

1- الناطور يأخذ 3 أمداد على كل غراره .

2- الدقاق : أي صاحب مكنة الدراوة يأخذ كذلك 3 أمداد على كل غرارة.

3- ناطور النهر الغربي : أي نهر الأعوج يأخذ مداً حسب مساحة الأرض التي يمتلكها الفلاح .

4- ناطور النهر الشرقي : أي نهر بردى كذلك يأخذ نفس النسبة السابقة وناطوري النهر يسميان شاوي النهر .

5- مؤذن وخطيب المسجد وخادم الجامع : يعطى على البركة أي بدون تحديد .

6- الحلاقين : يأخذ على الغالب تمنية في العام على كل شخص يحلق من أسرة الفلاح أو حسب الاتفاق أو العسرة أو الميسرة .

7- الشحاذين : على البركة .

         وهكذا يخلص الفلاح أحياناً إما بشيء قليل أو رأس برأس كما يقال وخاصة من الفلاحين الصغار ذوي الغلال القليلة وجميع ما ذكر انقرض منذ أكثر من خمسين عاماً تقريباً ولم يبق منه إلا الذكرى بالنسبة لكبار السن .

الدراوة : هي آلة خشبية تعمل على القوة العضلية للإنسان تحرك بواسطة اليد مخصصة لفصل القمح عن الشوائب مثل القش والقصرين والتراب وكذلك فصل البرغل عن القشر ( نخالة ) وتتألف من هيكل خشبي خارجي وبالداخل من غرابيل عدد أربعة فوق بعضها البعض مختلفة الفتحات ومروحة لتحريك الهواء وبالأعلى قمع كبير خشبي يسمى كوره مخصص لوضع القمح من جهة الأعلى لينساب إلى الغربال وهي آلة يختص بصناعتها أهالي داريا منذ القديم والبلدة الوحيدة بالقطر التي تصنع هذه الآلة ومصدرها تركيا منذ أكثر من / 300/ عام وتصدر إلى جميع المحافظات والأقطار العربية .

 

الأدوات الزراعية

1- المر: أداة زراعية تشبه الكريك ولكن الكف الحديدي مستوي بدون انحناء وشكله مثلث كما هو بالنسبة إلى الكريك ، يستعمل في السقاية لفتح وإغلاق الأقنية الترابية وقطع الأعشاب في مجرى الماء .

2-  الكريك :كذلك يستعمل بالزراعة لحفر السواقي لكن استعماله أكثر في أعمال البناء .

3- الشوكة أو الريشة أو المذراية : اسمها يدل على شكلها تستعمل في عزق الأرض وخاصة حول الأشجار ، وكذلك فصل الحبوب عن القش في البيدر من خلال التذرية .

4- القطفة : منجل بحجم   صغير يستعمل لحش العشب .

5-  الطارة : هو ما يسمى ببعض المناطق بالمنجل ويستعمل في الحصاد .

6- القدوم : يطلق على المنكوش الذي يستعمل للنكش حول المزروعات وفي بعض المناطق القدوم يعني مطرقة صغيرة يستعملها نجار الباتون لدق المسامير بالخشب .

7- القاشوش : أداة شبيهة بالمشط لها ذراع خشب بطول متر أو يزيد تستعمل لجمع القش بعد الحصاد وكذلك لتسوية الأرض بعد زراعتها وخاصة المساكب أي المسكبة . الأرض المراد زراعتها بعد فلاحتها يقسم إلى أقسام طولانية بعرض /2-3/ م وأطوال مختلفة تحاط بجوانب من نفس التربة لحجز المياه أثناء سقاية تلك القطعة وتكون بشكل مستطيل .

8- العود : هو عبارة عن المحراث القديم لكن يجره حصان أو ثور أو حمار واحد يحيط بالدابة بشكل شعب على خلاف المحراث الذي يجر من قبل دابتين .

9- مسحاة : أداة حديدية بشكل مستطيل بطول 90سم وعرض 30سم يربط كلٌ من طرفيها بحبل ينتهي بقبضة خشبية وعمود خشبي أو حديدي ، من الوسط ثابت ، وشخص يمسك بالقبضة الخشبية والآخر بملتقى الحبل تستعمل لتسوية الأرض وتسكيبها بشكل مساكب .

10 – المقص : له شهرة كبيرة ويستعمل في تقليم الأشجار (( الزباره )) .

11- المنشار : كذلك يستعمل في قطع أغصان الأشجار الكبيرة منه يدوي ومنه آلي يعمل على محرك صغير .

 

الثروة الحيوانية

تشتهر داريا مثلها مثل جميع قرى بلدات محافظة ريف دمشق بتربية المواشي والحيوانات فهي بلد زراعي بالدرجة الأولى يربي أهلها الأبقار للاستفادة من منتجاتها واستخدامها بالحراثة والفلاحة وكذلك الماعز بدلاً من الأغنام أما تربية الجمال فكانت سائدة قديماً جداً أي أكثر من مئة عام لقلة استخدامها حيث كانت تستخدم لنقل المنتجات الزراعية للبلدان التي كانت تصدر إليها وكذلك الخيول التي كانت تستخدم للفلاحة وجر العربات والطنابر والتنقل وكان من مئة سنة مضت من يملك فرساً كأنما يملك ما يعادل سيارة من نوع فاخر والجدير بالذكر أن تربية الأبقار لا تزال حتى الآن ولكن ليست بالكثافة والحجم الذي كان سائداً منذ خمسين عاماً والعناية بها يكون من مهام الرجل فهو الذي يقوم على خدمتها في الغالب دون المرأة كما هو معروف في ريف القطر العربي السوري ويورد حليب الأبقار إلى أسواق دمشق عن طريق باعة يعرفون بالحلابة الذي يجمعون الحليب بسياراتهم ويوزع على المحلات التي تعنى ببيع الحليب ومشتقاته مثل الجبنة واللبن الرائب واللبن المصفى وكذلك لمحلات البوظة والحلويات بداريا ودمشق . وغالباً ما يجمع من الفلاحين مساء وصباحا إلى أن هناك عادة سيئة لدى الفلاحين أو لدى البعض منهم قش وجه الحليب ليصنع منه القشطة أو القشدة من خلال وضع الحليب في إناء واسع لفترة زمنية ثم يقوم الفلاح بجمع ما يتجمد على السطح ليوضع في أوانٍ صغيرة تباع بأسعار مرتفعة وهذه عادة غير مستحبة . أنكرها الشرع الإسلامي ( فهي من الغش ) .

تربية  النحل

عرفت داريا تربية النحل منذ القدم لما له من أهمية وفوائد عده وذكر في القرآن الكريم فجاءت السورة /16/ من القرآن الكريم باسم النحل وقال عز وجل في تلك السورة ) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن ذلك لآية لقوم يتفكرون ( [الآية:67-68].

كانت تربية النحل بداريا باتباع طريقتين :

الطريقة الأولى : من خلال حفر تجاويف بجدران المنازل ضمن دور السكن المبنية من اللبن (( الطين ))  الذي يمتاز بسماكته  وتكون فتحة التجويف نحو الخارج ويوضع على فوهته طبق من القش يترك له فتحة بحيث يسمح لمرور  النحل بالدخول والخروج إلى ذاك التجويف الذي يبني النحل به أقراصه وغالباً ما تقوم بهذا العمل المرأة .

الطريقة الثانية : تتمثل بالخلايا الطينية التي تسمى (كواره) أو البلدية . وهي عبارة  عن جسم مخروطي مصنوع من الطين بطول 1م وقطر 50 سم له ثلاثة أو أربعة ثقوب من أحد الجوانب الخلفية أو الأمامية كون الخلية مغلقة من الجانبين .

فالخلية هي سكن النحل الذي يبني فيه الأقراص الشمعية وقد تعددت أنواعها من قديم الزمان واختلفت أشكالها إلا أن جميع الخلايا وبالقديم لم تف بالفرض المطلوب لصعوبة فيها وعدم تمكن مربي النحل من التعرف على محتوياتها وكان لا بد من تطويرها خصوصاً بعد الشعور بأهمية تربية النحل من انتاج العسل والشمع والغذاء الملكي والعكبر الذي هو مادة صمغية يجنيها النحل لسد ثقوب الخلية ويدعى بالإنكليزية برويوليس حتى لسع النحل يحتوي على مواد تحويها إبرة البنسلين .

وفي هذا المجال يوجد بداريا مربي نحل مشهور زاول تربية النحل بجميع الطرق القديمة والحديثة كونه ورث تلك المهنة عن جدته لوالده منذ الصغر ويدعى خالد بن محمود العبار أمه فاطمة تولد 1928 داريا مربي النحل المحترف ولا يزال انتاجه بسوق بمدينة داريا وقسم من دمشق وله شهرة ممتازة فقبل ظهور الخلايا الحديثة قام باستبدال الخلايا الطينية بصناديق التفاح كبيرة الحجم وصممها من حيث الشكل والمضمون بحيث أصبحت قريبة جداً من الخلايا الحديثة الآن حتى أطلقت عليها مديرية الزراعة بدمشق بالستينات من القرن الماضي بخلايا أبو محمود العبار وكان استبدال تلك الخلايا عام 1952م وصمم إضافة إلى ذلك القميص والقناع فالقميص عبارة عن قطعة قماشية بشكل قميص يصل إلى وسط الجسم (( الخصر )) ويخاط بها القناع الذي هو عبارة عن منخل يوضع على الوجه أما المدخن فكان عبارة عن إبريق إما من الفخار أو التوتياء أو النحاس يوضع فيه قطعة من الجلة وتوقد كي نخرج الدخان من زنبوعة الإبريق ليسهل على النحال الكشف عن الخلية وجني العسل تجنباً للسع النحل وورد ذكر نحال  داريا السيد خالد العبار بمجلة مملكة النحل العدد الأول لعام 2002 بأن النحال الذي عاصر شيخ الكار للنحالين في سوريا (( عبد الله خليفة )) ومما ساهم في تطور تربية النحل.

الجلة : هي روث الحيوانات المجفف يستخدم للوقود قديماً .

 

This site is protected by wp-copyrightpro.com