تعتبر داريا من المناطق الداخلية وتصنف ضمن الخط المطري الثاني تتراوح كميات الأمطار الهاطلة شتاء بين 200-250مم فأينما وجدت المياه وجدت الحضارات . قال الله تعالى : ) وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون( [الأنبياء:30].
تروى أراضي داريا من مصدرين هامين الأول من نهر بردى والأعوج والثاني من خلال الأقنية القديمة والحديثة .
أولاً: الأقنية القديمة :
يوجد بأراضي داريا إحدى عشرة قناة منها روماني ومنها حديث الرومانية هي قناة الواز ومسعودة :
أ- قناة الواز : تنبع من قطنا تسير المياه فيها تحت سطح الأرض وتروي أراضي داريا الغربية الجنوبية والشرقية (( حوش بلاس )) وهو القسم الواقع ما بين أشرفية صحنايا والسبينة وتصبح مكشوفة بعد دخولها بأراضي داريا الغربية ولا تزال آثارها حتى الآن .
ب- قناة مسعودة : تنبع من أراضي داريا الغربية المعروفة أراضي الشويحة ولا تزال حتى الآن وتروي أراضي داريا القبلية وقسم من اراضي أشرفية صحنايا والسبينة وقلما نبعها ينضب ومصدرها بشكل دائري يبلغ قطره حوالي 30-40م وعمق المياه عند النبع يبلغ حوالي 3/5 أمتار تقريباً يشكل بحيرة صغيرة جميلة يؤمها الناس للراحة .
ثانياً: الأقنية الحديثة :
يعود حفرها إلى بضع مئات من السنين تم حفرها بالأدوات البدائية وهي عبارة عن آبار تم حفرها استجرارها بواسطة قنوات تحت الأرض مقسمة إلى أقسام فكل 25م من الاستجرار يتم فتح فوهة لسطح الأرض ويكون المجرى بشكل متدرج بالارتفاع نحو سطح الأرض يبدأ من النبع بعمق 25م القسم الأول والثاني 15م والثالث ب 10م والرابع 5م والخامس بأقل حتى يصل لسطح الأرض حسب ارتفاع وانخفاض سطح الأرض وعند فيضان النبع ينساب الماء بتلك الأقنية ليخرج إلى السطح ليستخدم بسقاية الأراضي والغاية من الفتحات من أجل تنظيف مجرى القناة مما يعلق فيه ومنذ 75-100 سنة مضت كانت تلك الينابيع والآبار يستمر جريانها حتى نهاية فصل الصيف لكن في الآونة الأخيرة أخذت تلك الينابيع تغور وجف معظمها إن لم يكن جميعها :
أ- قناة الوادي : تبعد عن دور السكن بحوالي 2كم إلى الجهة الغربية لداريا على الطريق الموصل ما بين داريا غربية وجديدة عرطوز المعروفة بأرض الوادي وتسقي أرض المراح إلى الشرق من الموقع المذكور والشويحة والوسطاني والمحاجير من الجهة الشمالية لداريا حدوداً لأراضيها مع أرض معضمية الشام .
ب- قناة الشقيف : تنبع من أراضي الشقيف الغربية من أراضي جديدة عرطوز الجهة الغربية لداريا وتروي أراضي النجاصة وأرض السيوطي وأرض حلاش .
ج- قناة حجازي : نسبة لحافر هذه القناة وهم آل حجازي (عائلة تقطن داريا). تنبع هذه القناة من أراضي وادي سليم بالجهة الغربية الجنوبية وتروي أراضي داريا القبلية وأرض السيوطي .
د- قناة العمياء : تسير محاذاة للمجرى السابق (( قناة حجازي )) وتروي كذلك الأراضي نفسها.
و- قناة حمدي : تنبع من أراضي حزايا الشرقية إلى الشرق من داريا وتروي أراضي عبيدة .
ك- قناة النباعات الصغيرة : تنبع من أراضي زوايتين الحمر وتروي أرض النباعات .
ل- قناة النباعات الكبيرة : تنبع من أراضي الزاويتين الحمر وتروي أرض المرجات .
ن-قناة الزوايا : تنبع من أراضي النباعات إلى الشرق من داريا ما بينهاوبين أرض القدم وتروي أراضي الزوايا جنوب شرق داريا .
ي- قناة الشربجي : تنبع من أراضي الخواجة إلى الشرق من داريا تروي أراضي النباعات وقسم من أراضي القدم .
والجدير بالذكر أن كل قناة يبلغ طولها من منبعها إلى نهاية تفرعها ما بين 3/4كم وبعرض مختلف جميع هذه الأقنية جفت وأصبحت أثراً بعد عين .) قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين ( الله رب العالمين [الملك:30].
مياه الأنهار :
نهر بردى : تروى أراضي داريا الشرقية من إحدى أفرع نهر بردى المسمى نهر الديراني وحصة داريا من مياه نهر بردى الكلية هي السبع 7/1.
يروي النهر الديراني المتفرع عن نهر بردى أراضي داريا الشرقية والشمالية الشرقية الجنوبية .
الشمالية : حزايا – مندو – الخليج – السبيعي – الجنانة .
الشرقية : نباعات – الزوايا – حوش بلاس – الحلاش – السيوطي – العبارة – الخرامة – طريق الحديد – الشابورية – القوس – معاوية – مروان – حقول البيت .
نهر الأعوج : يروي أراضي داريا الغربية ويبلغ نصيب داريا ثلثي مياهه الإجمالية ثلثيه ويروي الأراضي التالية : داشور شمالي – داشور قبلي – الطاقة – العرض – الشقيف – الدور – الأرمولية – شواقة – شويحة – السيوطي – النجاصة – قبور النصارى – الوادي – الوسطاني – فشوخ – حاصبايا – الفطم – المصطبة – القبار – بورة – حزقيل – عوجان – الفروة – عفيفة – المراح .
وينقسم كل رافد من النهرين المذكورين بردى والأعوج إلى ثمانية أو ستة عشر قسماً يسمى عدان والعدان هو 25مصراع والمصراع 12ساعة ليلاً ونهاراً وبشكل متناوب على مدار (24 ساعة) ولكل عدان اسم وهي : عدان الحارثة – العجمي – عيسى – شيخ القبيلة – شيخ الشمالة – الجفط – الهواش – مراد – الباشا – عطا – الكبير – الشركة الأولى – الشركة الثانية – العلامة – خلف – ياسين – شرف الدين – دار الديب – حرستاني – دار رمضان – يحيى – دار أسعد – الشمس – جديد – أبو حطب .
المياه الجوفية :
منها ما هو سطحي على أعماق لا تتجاوز 35-40م ومنها ما يقارب عمق 100م تحت سطح الأرض .
الآبار القديمة : والمياه الجوفية تتمثل بمياه الآبار القديمة التي كانت تحفر بالمعدات القديمة كالفأس وغيره من أدوات الحفر المتعارف عليها وتمتاز هذه الآبار بالفوهة الواسعة وقلة العمق وغالباً ما يبنى محيطها الداخلي بحجر أبيض منعاً من تهدم الجوانب نحو قعر البئر والذي يكون بشكل دائري ويتم استخراج المياه إما من خلال الحبل والدلو أو (الطرنبة) القديمة اليدوية أو من خلال (متور) الديزل في العهود القليلة الماضية .
الآبار الحديثة : أما الآبار الحديثة فقد تدخلت الآلة بتطور الصناعة فوجدت حفارات آلية لها مواصفات خاصة تقوم بحفر البئر بوقت أقصر وعمق أكبر وضيق بالفوهة للبئر بحيث لا يتجاوز قطره عن 50سم ويتم كما هو متعارف عليه وضع قميص حديدي للبئر على أعماق مختلفة ويتم رفع المياه بواسطة آلة إما كهربائية ((غطاس)) أو آلية ميكانيكية (متورات) نضح . وجميعها تكون للاستخدام الزراعي وسقاية المزروعات هذا ما يتعلق بالآبار الخاصة .
الآبار العامة : أمـا ما يتعلق بالآبار العامة العائد ملكيتها للبلدية فيوجد بداريـا /32/ بئراً تابعةً لوحدة مياه داريا وقد جف سبعة منها وتتراوح غزارة كل بئر ما بين 2م3 –12م3 في الساعة وتوزيع تلك المياه عبر أنابيب إلى المنازل من أجل الاستخدام المنـزلي عدا الشرب لأن مياه داريا غير صالحة للشرب نظراً لزيادة نسبة الكلس وبعض الشوائب الأخرى .
ومنذ عشر سنوات خلت وشح المياه يزداد قسوة فكثير من الآبار العامة والخاصة جفت وأصبحت أحياء كثيرة لا تصلها المياه من خلال شبكة المياه مما تقرر أخيراً استجرار ماء الشرب من منطقة قطنا لتغذية مدينة داريا بماء الشرب والمشروع بطور الإنجاز .
ومياه الشرب تنقل إلى داريا بواسطة صهاريج كبيرة وصغيرة يقوم بها بائعوا الماء الذين يتجولون بجمع شوارع المدينة منادين فيجة .. فيجة (( أي ماء نبع الفيجة )) إلا أنه اسم ليس إلا لأن البائع يجلب الماء إما من معضمية الشام أو كفرسوسة أو حتى من داريا نفسها خاصة من آبار الأراضي الزراعية البعيدة عن مدينة داريا . والسعر مقبول لحد ما فابن داريا يدفع ثمن المياه مرتين مرة لبائع مياه الشرب ومرة ثانية لوحدة المياه المسؤولة عن شبكة المياه الواصلة إلى كل منـزل ولا يعفى المواطن من دفع فاتورة الماء حتى ولو لم تصل إليه المياه بسبب الجفاف .
وعدم صلاحية مياه داريا للشرب يسبب العديد من أمراض الجهاز البولي لدى عدد من السكان وخاصة أمراض الكلية .
حسب التحاليل الكيميائية بأن نسبة الشوائب بماء الشرب بداريا هي 94% شوائب علماً بأن النسبة المسموح بها طبياً هي 6% ومن الملاحظ أن جميع الشوائب الموجودة بماء الشرب بداريا منها الكلور – حمض اليلميم – عاس – زئبق – رصاص – كلس وغيرها .