تقع داريا ضمن محافظة ريف دمشق إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق وقلما ذكرت دمشق بكتاب إلا وتذكر داريا تبعد عن دمشق حوالي 8 كم فهي أكبر مدن الغوطة الغربية ومركزها ، ترتفع عن سطح البحر 719 م .
يحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام ، ومن الغرب جديدة عرطوز ، ومن الجنوب صحنايا وأشرفيتها ، ومن الشرق حي كفرسوسة وحي المزة وحي القدم )( أحياء من دمشق )) .
يتبع داريا إداريا بالوقت الحاضر : ناحية صحنايا التي تضمن صحنايا – أشرفية صحنايا – تجمع بناء الكويتي وتجمع 8 آذار – ومدينة معضمية الشام – إضافة للمنطقة الصناعية الغربية من حي القدم .
وكانت داريا سابقاً مركزاً إدارياً لجميع قرى وبلدات ومدن الغوطة الغربية منها : ببييلا – يلدا – بيت سحم – السيدة زينب – السبينة الكبرى – البويضة – الذيابية – السبينة الصغرى – نجها – قدسيا – أشرفية الوادي – الهامة – حمرايا – الحجر الأسود – حجيرة . إلا أن هذه المدن والبلدات استقلت بوحدات إدارية عن داريا .
المناخ
يسودها المناخ المتوسطي الداخلي الشبه الجاف ، فشتاؤها قصير يميل إلى البرودة وصيفها حار قريب من المناخ الصحراوي ، تقع على خطي الطول 37.5 شرق خط غرينتش وخط العرض 32.5 شمال خط الإستواء . أي أنها تقع ضمن المنطقة المعتدلة تتراوح كمات الأمطار بين 200-250 مم بموسم الأمطار ، تبلغ درجات الحرارة في فصل الشتاء 7.5 درجات .
وترتفع صيفاً 27/35 درجة مئوية وأحياناً تصل إلى الأربعين في ما يعرف بمربعانية الصيف .
يحيط بمدينة داريا من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية الأشجار الوارفة الظلال والمتنوعة وكثرة الأراضي المزروعة مما يساعد على زيادة نسبة الرطوبة وتلطيف الجو بشكل عام ويقال بالأمثال الشعبية بداريا عن أشهر القهر والحر . فمثلاً عن البرد ((خلي جمراتك الكبار لعمك آذار)) و عن الحر ((آب اللهاب)) (( في آب اقطف العنقود ولا تهاب )) .
التضاريس والتركيب الجغرافي :
تحيط بمدينة داريا الجبال والمرتفعات من الجهة الشمالية والغربية والجنوبية فمن جهة الشمال يرتفع جبل المعضمية أو ما يسمى جبل عنتر الذي يفصل سهل داريا عن دمر وقدسيا ، أما من جهة الغرب يتوضع جبل صحنايا الذي يفصل داريا عن جديدة عرطوز والمقيلبية وزاكية والكسوة . وكذلك من الناحية الجنوبية يشمخ جبل المانع الذي تقع أطرافه الغربية الشمالية بلدة الكسوة .
بهذا نجد داريا تقع في أرض سهلية منبسطة تنعدم فيها المرتفعات أو المنخفضات وتنحدر أراضيها من الشمال نحو الجنوب ومن الغرب والجنوب نحو الوسط وتغلب على أراضيها التربة الغضارية الكلسية فالطبقة الغضارية تشكلت نتيجة عوامل الحت والتعرية وعوامل الأمطار والسيول كونها محاطة بالعديد من الهضبات من حولها . تنعدم الصخور أو الحجارة في أراضيها .
تمتاز بتربة قاسية مائلة للبياض لا تحتفظ بالمياه . سريعة الجفاف والتشقق مما يؤثر على الزراعات وخاصة الصيفية منها ما يكلف الفلاح جهداً مضاعفاً في العمل من أجل الحفاظ على ري التربة وزيادة استهلاك المياه للسقاية .
يبلغ متوسط عمق الرتبة الزراعية من /1م/ إلى ثلاثة أمتار ، بعدها تبدأ الطبقة الكلسية والتي تسمى بداريا (( الأرض الحرة )) أو الأرض البيضاء . وتكثر بالقسم الشرقي من داريا الينابيع وسميت تلك الأرض بأرض النباعات .