أ- الخطوبة :
عند بلوغ الشاب سن الرجال تبدأ الأسرة وخاصة الأم ثم الأب بالبحث والسؤال عن بنت الحلال وهناك عادة لا تزال موجودة وهي الزواج المبكر للشباب والاختيار دائماَ يكون للبنت الصغيرة السن وغالباً ما يكون الفارق بينهما من 10- 15 سنة تقريباً ما بين الزوج والزوجة وسن الزواج عند الشباب ما بين 18-25 أما عند الفتيات يتراوح ما بين 15-20 سنة إلا أن هذه النسب تتراجع في بعض الأحيان وهي لا تزال سائدة كثيراً .
ونظراً لتدني نسبة التعليم وانعدام الجانب الثقافي لدى العامة من الناس تجد أن كلا الزوجين بحاجة لرعاية واهتمام مما يلاحظ كثرة حالات الطلاق كان منذ عشرات السنين أما الآن فقد تغيرت هذه الظاهرة نحو الأفضل لذلك قيل (من السهل أن تكون أباً لكن من الصعب أن تكون مربياً ) .
دور الأم في الخطوبة :
للأم دوركبير ورئيسي باختيار البنت المراد خطبتها فهي التي تبحث وتسأل وترى وتختار وما على الشاب إلا القبول وكذلك تبحث بالمهر المتقدم والمتأخر والأشياء الجهازية وتحديد موعد الخطوبة بإطلاع الأب أو ولي الأمر وبعد كل هذه الإجراءات يتفق ذوو الطرفين على يوم الحضور لبيت أهل البنت وعادة ما يكون الحضور رجالاً ونساءً من الأهل والأقارب المقربين كل جنس مع جنسه الرجال مع الرجال والنساء مع النساء ويتم إحضار شيخ ليتلفظ بألفاظ عقد القران الشرعي ويعلنا ما كان الاتفاق عليه .
أما مشاهدة الخطيبة إما يكتفى بمشاهدة الأم أي أم العريس أو الخاطب أو يكون الشاب قد شاهدها في الشارع أو الحفل أو بحكم القرابة إن كانت من الأقارب وبعد الخطوبة تحاول البنت أن لا يراها خطيبها إلا وقت الدخلة وهذه لعادة كانت منذ أكثر من مائة عام أما الآن فقد أصبح عدم المشاهدة في الأسبوع الأخير من الخطبة فقط أي قبل موعد الزواج بأسبوع .
وموعد الخطبة عادة ما يكون بين المغرب والعشاء وتكون الضيافة إما بعض الحلوى أو الفاكهة ويُحضِر الخاطب معه بعض قطع المصاغ الذهبي وغالباً ما يكون مصاغاً فضياً إسورة وخاتماً أو خلخالاً أو جميعهم حسب القدرة المادية ويتم إلباس الخطيبة تلك الحلي من قبل والدة الخاطب أو شقيقته الكبرى بمكان تواجد النساء .
ب- الجهاز :
قبل موعد العرس المتفق عليه يذهب ذوو الخاطب والخطيبة إلى دمشق لشراء الأشياء الجهازية المتفق عليها وعادة ما تكون بعض الحلي ذهبية أو فضية إضافة إلى اللباس لكليهما والأشياء الخشبية مثل المرآة المصفدة بالصدف والخيوط الفضية والصندوق إضافة إلى الحناء وعدد من القطع النحاسية صحون وصواني إما ذات ألوان صفر أو بيض توضع على جدران بيت الزوجية وكثيراً ما يلعب العامل المادي في كثرة الأشياء الجهازية وقلتها .
ج- العرس :
عادة ما يكون موعد العرس بنهاية فصل الصيف بعد انتهاء الأعمال الزراعية بالنسبة لذوي العريس بحيث تزداد قدراتهم المادية بعد انتهاء المواسم كذلك بالنسبة لذوي الفتاة ينتهي العمل الزراعي ومساعدتها لذويها بالعمل وقبل يوم من موعد العرس تتم الدعوة من قبل ذوي العريس بالذهاب إلى حمام السوق إما بداريا أو بدمشق كونه لم يكن في المساكن حمامات ويدعى لذلك بعض من أصدقاء العريس وبعض من صديقات العروس كل في جناحه الخاص بالحمام وإذا تعذر يكون كل منهم في حمام بأوقات متلاحقة وبعد العودة تتم عملية تزيين العروس بالحناء للعروس على اليدين من خلال وضع شمع على اليد ورسم بعض الرسومات وعادة ما تكون وروداً وبعد جبل الحناء يوضع فوق الشمع مما يسمح للحناء بالوصول للجلد من خلال الرسومات التي تظهر في اليوم التالي بعد إزالة الشمع والحناء ويجري الاحتفاء بالعروس بمنـزل ذويها بليلة الدخلة حيث يتم تزيين العروس وبموعد الغداء يرسل أهل العريس طعاماً للعروس والمعازيم تسمى السفرة وعادة ما يكون طعاماً فاخراً وبعد العشاء يحضر عدد من ذوي العريس رجالاً ونساءً محضرين معهم حصان وأحياناً حماراً قبرصياً تحمل عليه (( كان هذا منذ أكثر من مئة عام )) مزيناً بالسروج والريش والشراريب يستأجر إيجاراً وهو معد لتلك المناسبات يدخلون لبيت أهل العروس برهة من الزمن يستأذنونهم بأخذ العروس وبعد ذلك تخرج العروس مغطاة بالكامل بغطاء خاص بالعروس ثم يركبها والدها على الحصان ويقوده بنفسه إلى بيت العريس وعند الباب يقدم لهم القهوة ويتم تسليم العروس لوالد العريس ويعود الأب وتبقى والدة العروس مع ابنتها تبيت تلك الليلة مع ذوي العريس وقبل دخول العروس لبيت الزوجية يرش فوقها القمح والرز والسكاكر فرحاً بقدوها واستبشاراً بالخير وكثرة الأولاد .
أما العريس : فيحتفل به أصدقاؤه ورفاقه فترة قصيرة من تلك الليلة بالغناء والرقص والدق على الدربكة ومن الملاحظ أن قرى الغوطتين الغربية والشرقية لم تجرِ العادة على ما يجري بالقرى والمناطق الأخرى بالنسبة للعرس من الدبكة .
إلا أنه منذ خمسين سنة فقد أخذت العادات تتغير فاستبدل الحصان بالسيارة وأخذت تقام الحفلات الغنائية أو الدينية إما طرب وغناء أو مدائح نبوية.
تستمر المباركة للعروسين لسبعة أيام ويتم النقوط للعروس ولوالدة العريس والنقوط بداريا دين ووفاء وهي مشاركة يؤمل ردها في مناسبات لاحقة وتتم المطالبة بها أحياناً بنية استردادها وهذه عادة غير محببة .
– صالات الأفراح :
وحالياً أخذت الأعراس طوراً جديداً من إقامة حفل الخطوبة أو العرس في صالات خاصة لهذه المناسبات فيوجد بداريا عدد من الصالات منها صالة المجد وصالة الأمراء والصالة الدمشقية ( مغلقة ) .
- صالة المجد : أنشأت عام 1998م لصاحبها ياسين بن محمد رجب ذات بناء أرضي مقابل مديرية المنطقة تستوعب ل 450شخص مع طاولات و600 شخص من دون طالات تقام فيها حفلات الأفراح من خطبة وعرس وأتراح من تعزية في حالات الوفاة وغيرها من المناسبات يستأجرها صاحب المناسبة لقاء أجر معلوم ولمدة معينة وهي مجهزة بمسرح وإذاعة صوت وفيها مضيفات وعاملات خدمة تقدم خدمة التصوير الفوتغرافي أو الفيديو لمن أراد وهي أضخم صالات داريا تقصد من داريا ومن خارجها .
- صالة الأمراء : هي أقل شأناً من صالة المجد وتقدم الخدمات نفسها ويتبع بها نفس الأسلوب المتبع في صالة المجد .
- صالة الثانوية الشرعية بداريا : تقام بها كل المناسبات إلا أنها لا تزال على العظم ( البناء غير مكسي ) وتقتصر على حفلات الأعراس بالأناشيد الدينية فقط وكثير من تعازي الوفيات ويتم الموافقة على إشغالها من قبل شعبة أوقاف داريا لقاء أجر معين .